تفرغًا لمعرض الرياض للكتاب 2025 ؛ سيكون شحن وتسليم الطلبات الحالية بدءًا من يوم الأربعاء 23 ربيع الآخر (15 أكتوبر)

main-logo

<p>متجر الطفل القارئ هو أول وأكبر متجر إلكتروني متخصص في كتب و قصص الأطفال الورقية والكتب التربوية للوالدين مملوك لـ (مؤسسة الطفل القارئ للنشر والتوزيع) سجل تجاري 4030254225 رخصة إعلامية 73432</p>

التربية الجنسية، مصطلح ممنوع؟ أم مطلوب ؟

بواسطة: عفاف الغامدي 13 يناير 2023
التربية الجنسية، مصطلح ممنوع؟ أم مطلوب ؟

إبان تداول العديد من التساؤلات التي يطرحها الوالدان والمهتمون بشؤون الطفل حول الفرق بين التربية الجنسية والثقافة الجنسية، وهل همامصطلحان مكملان لبعضها أم أن أحدهما أكثر شمولا وإيضاحا من الآخر ؟

قررنا مع إدارة بودكاست شارة أن يكون هذا هو موضوع لقائنا الذي سنقدمه معاً، بعد تأجيل طويل، وحيرة أطول في اختيار الموضوع الأنسب، والذي يلامس هموم الأسرة المعاصرة. 


يبدأ الأستاذ التربوي فيصل بن سلمان المسؤول عن مؤسسة الطفل القارئ والحاصل على ماجستير توجيه وإرشاد تربوي حديثه قائلا أنه عند البحث في كتب التربية، نجد أن التربية الجنسية أشمل وأعم من الثقافة الجنسية، فهي كلمةٌ وفعلٌ قائم على وعي الأبوين تجاه أبنائهم،

وهي عملية متدرجة مستمرة، يراعى فيها تقديم المعلومة المناسبة في العمر المناسب،والوقت المناسب، ووفقا لخصائص النمو 

المناسبة.

‏فيبدأ الاهتمام بها لدى الطفل منذ الميلاد، فموضوع الختان مثلا، وتغيير الحفاظ وغيرها تعتبر من أبسط وأصغر القواعد في التربية

 الجنسية للطفل والمجتمع من حوله.

‏وكثيرا للأسف ما نتجاوز بعض المفاهيم التربوية وخاصة في الثقافة الجنسية للطفل بحجة أنه عيب، ولا يصح أن نفتح أعين الأطفال عليها فما زالواصغارا.


ولكن لو أدركنا أن 90% من حالات التحرش،تحدث من الدائرة القريبة للطفل بناء على الإحصائيات التي  نشرها مجلس الصحة لدول 

مجلس التعاون الخليجي لتغيرت المفاهيم تجاه هذه النظرة التي اقتصرت في المجالس على الأحاديث العابرة بين الأخوات و

الصديقات دون اتخاذ خطوةعملية لحل المشكلات في هذا الموضوع، كونه كما يعتقدون أنه من العيب الحديث عنه بشكل موسع، مع أن الحديث بشكل عملي قد يغني الأطفال منالوقوع في مشكلات أكبر وأعمق مستقبلا. 


‏كما أفاد الأستاذ فيصل بن سلمان أن التربية الجنسية لا تُقدَّم كمحاضرة للطفل بل تقدَّم كتوجيه وسلوك في المواقف اليومية،

 والممارسات الاعتيادية،بناء على أصول شرعية وتجارب جيدة وإيجابية.

 فعندما نحث الطفل بطريقة تلقائية على ستر عورته بعد استخدام دورة المياه، أو الاستحمام، أو إغلاق الباب وعدم الاستعانة 

إلا بالأم أو من ينوب عنها،كل ذلك يعد من التوجيهات الأساسية في التربية الجنسية، و توجيه الطفل نحو الممارسة الصحيحة لها 

والتعامل معها تدريجيا منذ النشأةالأولى له.

فالتربية الجنسية حق للأطفال علينا، وليست رفاهية!


لا بد من ترك مساحة آمنة في ظل الأسرة لطرح الأسئلة والنقاش والحوار بين الآباء والأبناء حيث يكون الآباء هم مصدر المعلومات الأساسية لأبنائهم،وألا يعولوا على ثقافة الطفل التي يكتسبها من الأصدقاء والإنترنت لأنها قد تكون معلومات مغلوطة فيحتاج الآباء مستقبلا بدل أن يقدموا المعلومةالصحيحة السليمة أن يزيلوا المعلومة الخاطئة والسيئة التي أثرت على أبنائهم نفسيا 

ومعرفيا، ثم يضيفوا المعلومة الصحيحة التي يرغبون بها.

ولذلك كان حريا بأن تقدم المعلومة للطفل من جهة الوالدين قبل غيرهم، وبطريقة متدرجة حسب عمره ومرحلته، وهذا سيعزز ثقة الطفل بنفسه ويصبحلديه قبول عظيم لذاته.


ومن الملاحظ أنه في بيئتنا العربية ينفصل الأولاد عن البنات في عمر معين في اللعب، وهذا تمهيدٌ لطيف نشأ من ثقافة المجتمع كي يتعلم الطفل الفرق بين الجنسين، والعلاقة بين الذكر والأنثى منذ الطفولة؛ بدل أن يواجه مشكلات كالتحرش الجنسي والمثلية

 وغيرها وهو غير مدرك لمعانيهاوأبعادها.

فدور الآباء إذن بنائي وقائي؛ وليس فقط علاجي، وينبغي عدم انتظار المشكلة حتى تقع، بل نوجّه بشكل متدرج منذ عمر مبكر حتى نتجنب حدوثالمشكلة من أساسها.


ومن الأمور المعززة لثقافة الطفل في هذا الجانب كما ذكرها الأستاذ فيصل بن سلمان هو الاستئذان، ويعد من الأمور الدينية

 الأساسية التي لابد من أن يربى الاطفال عليها، فهو الذي يحفظ خصوصيته ويجعله يشعر بالأمان أكثر.

فالحدود التي يضعها الوالدان لأطفالهم تجاه غرفة النوم مثلا لا يجب تجاهلها،فالعلاقة الخاصة بحضور الطفل الرضيع والأكبر قليلا قد يؤثر على نفسيته وتفكيره وخياله، ولذلك وجب تجنبها من الأساس، ووضع حدود لها قبل أن تؤثر على مستقبل الطفل. 

كما أننا لو لاحظنا أن الدين الإسلامي لدينا يهتم بكل مراحل الطفل منذ نشأته وحتى انتقاله لمرحلة البلوغ لأنها مناط الأحكام.

فتوجيه الطفل نحو المفاهيم الدينية بشكل سليم وبحسب العمر والجنس، وأن تكون الإجابات لأسئلتهم صحيحة وغير مغلوطة، 

لأن أي مخالفة لما سبق قد تؤثر في فقدان ثقة الطفل في من حوله وتحديداً الوالدان سواء في المرحلة الآنية أو المستقبلية.



إنّ من أساسيات الإجابة على أسئلة الطفل كما ذكرها الأستاذ فيصل، أن نتأكد بأن المعلومة قد وصلت له وأشبعت مساحة

 السؤال لديه، وبإمكاننا الاستعانة بالكتب والقصص المناسبة التي تشبع فضول الطفل، فأسئلة الطفل الجنسية تعد دليل على 

نباهته وذكائه وليست دليل على تفتحه وتوجههنحو أفكار خاطئة. 

وهنالك العديد من الكتب والقصص المخصصة لكل مرحلة، وظيفتها تسهيل مهمة الحديث للوالدين وجعل المعلومة تصل بشكل مناسب مع مرحلةالطفل العمرية. 


كما أشار الأستاذ فيصل إلى قضية مهمة وهي تنبيه الطفل لطرق التعامل مع الغرباء وعدم الاستجابة لهم، والتجاوب مع أسئلتهم إلا بحضور أحدالوالدين.

ولذلك قضية ‏الإشباع العاطفي والنفسي والفكري بصورة كاملة داخل البيت يعد من أساسيات مرحلة النمو ويجنب الطفل الوقوع في العديد منالمشكلات خارج المنزل وبعيدا عن أعين الوالدين. 

فنحن قد نهتم أكثر بالفتيات في هذا البعد، ولكن أيضا الفتيان لهم نفس الاحتياج والرعاية من الطفولة وحتى البلوغ وما بعده. 


أما بالنسبة للبلوغ، فهو مرحلة وليس مجرد وقت محدد لحظي، مرحلة بمعنى أن هنالك وقت طويل وأمور وتوجيهات وتهيئة تأتي قبل البلوغ أو ظهورالعلامات الأولى لها، وتعد مرحلة البلوغ لدى الفتاة أكثر عمقا وحساسية من الفتيان ولذلك لابد من توجيه

 الفتاة، وتزويدها بأسلوب لطيف والحديث معها مسبقا عن المتغيرات الحتمية كلما كبرت في العمر.

وكذلك الأولاد والحديث معهم عن المرحلة وتغير الصوت ونمو الشعر وغيرها..

‏فالانطلاق من الدين وهو الفيصل،  والمنطلق والأساس لأنه دين كامل يعلم ويوجه ويوضح بصورة قمة في الرقي، ويطرح 

مثل هذه المعلومات فالعلم الحقيقي مغاير عن العلم الملوث الذي قد ينشأ من ثقافة التواصل وبحسب خلفيات وأديان مختلفة

 لا تمت لديننا بصلة.


كان ذلك أبرز ما جاء في اللقاء، ويسعدنا أن تكتبوا لنا آراءكم وملاحظاتكم بخصوص هذه الحلقة من البودكاست:https://youtu.be/5zPOa1zHSf0


...


الوسوم: