تفرغًا لمعرض الرياض للكتاب 2025 ؛ سيكون شحن وتسليم الطلبات الحالية بدءًا من يوم الأربعاء 23 ربيع الآخر (15 أكتوبر)

main-logo

<p>متجر الطفل القارئ هو أول وأكبر متجر إلكتروني متخصص في كتب و قصص الأطفال الورقية والكتب التربوية للوالدين مملوك لـ (مؤسسة الطفل القارئ للنشر والتوزيع) سجل تجاري 4030254225 رخصة إعلامية 73432</p>

اللغة هويــــّة .. اليوم العالمي للغة العربية

بواسطة: عفاف الغامدي 28 يناير 2023
اللغة هويــــّة .. اليوم العالمي للغة العربية

موضوع اللغة يمس هوية المواطن العربي، وكل مسلم، لأنه يرتبط بدينه بشكل كبير، 

وتراثه التاريخي والحضاري.اللغة العربية في وقتنا الحالي تحتاج إلى مزيد من العناية والالتفات، 

فإذا غابت اللغة غاب الوعاء الثقافي كاملا، وكأنك عزلت الناس عن تاريخهم وهويتهم الأصيلة.

فهي ليست مجرد أداة تواصل أو وسيلة فقط للتعبير عن المشاعر، بل هي جذور متأصلة وعميقة، لذلك سميت بالأم، وهي التي رضعنا معها الحكم والأمثال والقيم بشكل كبير.


‏فالطفل يجب أن يتعرض في علوم اكتساب اللغة إلى العديد من الكلمات بلغته حتى يكون طفلا قادرا على التعبير بشكل كبير، 

مما ينعكس على ذكائه اللغوي .

فإذا حرمته من تعليمه لغته الأم فكأنك بذلك تحرمه من فهم مشاعرك حين تريد أن تعبر له عن حبك وفرحك وغضبك وغيرها من

 المشاعر والمواقف.


‏فنجد أن من أهم أسباب التعددية اللغوية أو كما تسمى (الأمية المعاصرة) هو أن الطفل لا يتشبع يشكل كاف من لغته الأصلية، ولا يحصل على اللغة الثانية من مصدرها الأساسي، فهو ليس ناطقا أصليا للإنجليزية، وفي ذات الوقت ليس متمكنا من اللغة العربية،

 مما يؤدي إلى دخول الطفل في دائرة ( الأمية المعاصرة)، والتي تعني: عدم قدرة الطفل على قراءة وكتابة جمل بسيطة

 ومحكمة في أي لغة، وهذا يعتبر من الظواهر الغير سليمة فيالمجتمعات المعاصرة.


وكمثال على مدى أهمية تعليم الطفل بلغته الأم ننظر إلى أسباب نجاح الذكاء الصناعي في الصين فنجد أنهم جعلوا

 هذا العلم باللغة الصينية،فتداوله أبنائهم بلغتهم فأنتجوا  لغة ذات معرفة ذاتية وبينية، ولم يحتاجوا إلى وسيط، وبرعوا فيه وتسيدوه على مستوى العالم، فلو أردنا التصالح مع اللغات الأخرى لابد أن يكون ذلك بشرطين:

أولا: ألا يكون على حساب اللغة الأم.

 ثانيا: ألا يعتقد أنها لغة التحضر .

وبذلك نحرص على اللغة العربية شديد الحرص على المنابر، في التعليم، وفي الإعلام لأنها الرابطة الوحيدة التي تجمعنا من الخليج إلى المحيط .





*حضور اللغة:


   علينا أن نعي متى نتحدث بلغة أجنبية في بلداننا العربية ومتى ننتهي ونتوقف، فلم يسجل في أي دولة من دول العالم حضارة نهضت بغير لغتها ما لم تكن رديفة لها.

فاللغة العربية حاضرة وبشدة ولا خوف من زوالها، ولكن المشكلة أن بعض المتحدثين بها لديهم انهزام ذاتي وازدواجية، فالبعض

 لديه مسألة التمظهر على حسب المكان الذي يذهب إليه فيتحدث باللغة المناسبة لهذا المكان، فمرة بالعربية ومرة بالإنجليزية.

فظهرت أبرز العقبات التي تواجه متخصصي اللغة العربية وهو عدم استخدامها كلغة عملية في بعض من أماكن العمل، وفي المراسلات و التواصل الداخلي والخارجي في المؤسسات والشركات، فالشعور بالعيب والتراجع هو انهزام ذاتي.

‏على الرغم من أن أول مادة من نظام الحكم في المملكة العربية السعودية هو: دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دستورها 

كتاب الله وسنة رسولهلغتها هي اللغة العربية وعاصمتها الرياض.


‏فالمعلومة عندما تقدم لنا نحن العرب باللغة العربية تقدم شفافة، فلسنا بحاجة إلى أن نفقه عمقها لأنها من الأساس واضحة لدينا.

 ولكن لو جاءت باللغة الإنجليزية نشعر بثقلها، ليس لشيء ولكن لأن العقل تجاهها قام بعمليتين: الترجمة ثم الفهم للفكرة، 

وهذه العمليتين توحي بأنها لغة عميقة.

 فعند ترجمتها للعربية تتكشف لنا الكثير من الأفكار التي هي في الأساس عادية، فنجد الكلام الذي يتحدث عن تطوير الذات 

والتنمية الذاتية باللغة الإنجليزية رنان وثقيل، بينما لو ترجم بالعربية لوجدناه عاديا متداولا.


‏فلابد من تمكين المحتوى العربي، فغياب المفردة العربية يعطي مجالا لنشر المصطلحات الأجنبية الأخرى.

 فمثلا كلمة ( قهوجي ) يرادفها كلمة ( بارستا ) ولو استخدمنا العربية في ترجمتها كمصطلح فستكون ( صانع القهوة ) 

‏وهذا يعطينا انطباعا على أننا إذا تراجعنا عن اللغة العربية فإننا بذلك نتراجع عن الموهبة العربية، عندها سيموت الراوي العربي،

 ويموت الشاعرالعربي، ولن يلتفت أحد للقاص العربي، ولن يعبر الخطيب ولا البليغ العربي، لأن كلامه لن يصبح رنّانا على الجيل الجديد.

‏الثقافة بلغتنا هي القوة الناعمة نقدمها في المسرح، وفي الفن، وفي أي وقت نحتاجها فهي متاحة.

فوظيفتها بشكل كبير هي حماية الموروث الثقافي لاسيما إذا كان مرتبطا بدين يعيش معنا ‏بأمسنا ويومنا ومستقبلنا.



* اللغة والحياة:


  علينا أن نركز في طرحنا الإعلامي والثقافي على علاقة اللغة بالحياة، وليس علاقة اللغة بالنص.

 نحن علاقتنا غالبا تنحصر في اللغة والنص، متى نرفع، متى ننصب، ومتى نجر فأصبح لدينا أسوار عديدة على اللغة وجمالياتها.

 وفي الحقيقة اللغة والحياة لها جمال وارتباط قوي، كي أفهم أفكار الناس وطرحهم لابد من تعزيز قيمة اللغة العربية، 

ودراسة الخطابات والاتجاهات المجتمعية بكافة تصنيفاتها كالخطاب الذكوري والنسوي والمتطرف والاعلامي والاخباري… وغيرها، 

فلا أستطيع أن أعيش معها أو أتعايش إلابلغتي.


ومن يظن أن السياسة واللغة أمرين منفصلين فهو خارج نطاق التاريخ، اللغة لها وظيفة لأبنائها، ووظيفة لنا، ووظيفة في نشرها

 للمتعلمين بغيرها،ولها وظيفة للتاريخ وفي صناعة المستقبل.

مع العلم أنها ليست محصورة في اللغة الفصحى بل هي :

كل ما نتحدثه بسليقة كاملة، ونتعرف الدخيل عليه ونعرف متى نتكلم به، ونعرف إذا أخطأنا فيه


فاللغة العربية تعد من اللغات الحية جدا، فهي السادسة في منظمة الأمم المتحدة، وهي الرابعة بحضورها في العالم.

وعندما توقع العالم في عام 2001 أن اللغة العربية ستتراجع في المحتوى العربي تضاعفت 8600 مرة بتقرير اليونسكو،

 كما أن الأبحاث أثبتت أن أصعب اللغات انقراضا هي اللغات المرتبطة بالدين.

وهي تمثل 22 دولة ناطقة بها، وجميعها مرتبطة بكتاب ديني، وهي في مأمن، ولهجاتها في مأمن، ولكن الخوف في

 نظرة الشباب والجيل الجديد للغة بأنها أصبحت لغة ثانوية، ولغة شعبية، وليست لغة ذات دلالات ولها فخر واعتزاز.

...



الوسوم: